رئيس التحرير
عصام كامل

أفراح القيامة

بقيامة المسيح له المجد.. تحولنا من الحزن إلى الفرح ومن الشك إلى اليقين ومن الجهل إلى المعرفة.. كانت قيامة المسيح من الأموات، هى الحدث الأكبر الذى هز كيان اليهود، وكانت فرحة للتلاميذ ولنا أيضًا وتحقق قول الرب لهم من قبل "ولكنى أراكم أيضًا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" يو22:16. حقًا ما أكثر أفراح القيامة المجيدة..
الفرحة الأولى هى الإنتصار على الموت إذ لم يعد له سلطان على الإنسان. الفرحة الثانية هى التخلص من الجسد المادى ولبس الطبيعة الجديدة الروحانية التى تتجلى بها البشرية فى القيامة وتتكلل بها. الفرحة الثالثة هى الدخول إلى الملكوت فى أورشليم السمائية فى كورة الأحياء والتمتع بعشرة الملائكة والقديسين. الفرحة الرابعة هى التمتع بما لم تراه عين، ولم تسمع به إذن، وما لم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحبى إسمه القدوس. الفرحة الخامسة والكبرى هى التى لا يعادلها أى فرح آخر فهى متعة اللقاء بالله والعشرة الدائمة معه، هذا هو النعيم الأبدي الذي تقودنا إليه القيامة..

إن القيامة هى أمل البشرية لكى تتحرر من هذا الجسد الفانى ولكى تتحرر من هذا العالم الآثم ولكى تحيا فى عشرة الله والقديسين، وكما قال القديس بولس الرسول عن القيامة “لو كان لنا رجاء فى هذا العالم فقط لصرنا أشقى جميع الناس ولكن شكرًا لله الذى وهبنا نعمة القيامة وبهجتها”. ونصرة القيامة التى يتحتفل بها المسيحيون اليوم كانت نصرة للسلام على الدماء وكانت نصرة الحق على الباطل وقام المسيح منتصرًا على كل مؤامرات اليهود وعذاباتهم له وعلى صلبه وكانت له وعلى صلبه وكانت القيامة هزيمة لكل مفاهيم العنف والدماء والخراب.. قام المسيح وصرنا فرحين بقيامته من بين الأموات.


فى ذكرى هذه القيامة العظيمة والمجيدة نتأمل في هذا الحدث الفريد الذى يتخطى حدود الزمان بل ويفوق الزمان وتجتمع حوله جميع الأجيال في تواصل واتصال وهى تترنم بأنشودة القيامة والنصرة "الفخ انكسر ونحن نجونا" المسيح قام.. بالحقيقة قام، نعم إن قيامة المسيح من بين الأموات هى قيامتنا جميعًا وصورة قيامته هى صورة قيامتنا نحن أيضًا، لذلك نحيا أيها الأخوة الأحباء أفراح القيامة مختبرين واقع القيامة وقوتها المقدسة، ضارعين الله القدوس أن يهبنا بركات القيامة المقدسة وأن يحفظ بلادنا العزيزة مصر وشعبها وأن يحفظ  كل بلاد العالم أجمع.                     
وكل عام وأنتم بخير.    

الجريدة الرسمية